في ذكراكي.. وحشتني
امي الحبيبة وحشتيني. وحشتني صوت ضحكتك. وحشني هزارك اللي كان كتير أوي سبب خناقنا. تضحكي وتقوليلي "خليكي فريش أحنا في رحلة"
وحشني نظرتك ليا وانتي بتسأليني عني. أسئلتك. وأنا صغيرة، كنتي دايمًا تسأليني عن الأغاني اللي بحبها. كنتي تسألي الأغنية دي بتقول إيه؟ وتسألي: "أنهي أكتر جزء بتحبيه؟" وده كان طريقتك في الحب. ومن هنا اتعلمت يعني إيه أحب.
الحب هو إنك تعرف الجزء المفضل من أغنية حد بيحبها. الحب هو إنك تشوف اللي بتحبه بيتغير، وبيبدّل جلده مرة ورا التانية، وما تاخدش التغيير ده على نفسك. إنك تفهم إن تغييرهم لنفسهم مش معناه إنهم غيروا حبهم ليك.
ماما علمتني إن الحب هو "الشُهُود." هو إنك تلاحظ التفاصيل. هو الإحساس بالروح.
كانت تتصل بيا من بلد لبلد وتقولي: "حاسّة إنك تعبانة." كانت تحس قبل ما أتكلم.
هي اللي علمتني الجملة اللي بقولها للناس دلوقتي: "Burden me, don't worry"
علمتني أسلف حبايبي اكتافي علشان يرموا حمولهم عليا. أفتح بيتي. أمد إيديا، حتى لو اللي دخلتهم بيتي stabbed me in the back. وقالتلي: "ده بيعبر عنهم، مش عنك."
علمتني إن الحب ساعات بيبقى حضن وانتم عارفين إنه آخر حضن. مهما يطول..هو اخر حضن بس مفيش حد مستعد. محدش مستعد الكلمة مصطفى ابراهيم " لو بس كنت ساعتها عارف ان دي المرة الاخيرة.... مية مية كانت هتفرق فالوداع"
لان الواحد ساعات بيبقى عارف وبيحضن بضمير..
وفجأة… بتكمل النفس بعد ما هي مبقتش معانا. وفجأة تكتشف ان الدنيا لسه بتلف. وتسأل إزاي العالم عنده الجرأة يكمل؟
عدّى خمس سنين… ولسه بسأل.
بمشي جنب الشجر اللي عمره ما شافها، وأقولهم: "حظكم وحش.. فوتوا فرصة تقابلوها." يردوا عليا ويقولولي: "هي بتيجي. بتيجي، وبتغني أغانيها المفضلة وانها بتلمس ورقنا زي ما كانت بتلمس زرعها، بكل حنية الدنيا."
وحشتيني يا ماما. إنتي في كل حتة، ومع ذلك… لسه واحشاني.
6/8/2020